نسمة بحرية عضو جديد
عدد الرسائل : 12 الموقع : أميرة كل النجمات نسبة المشاركة : تاريخ التسجيل : 14/03/2008
| موضوع: (( الـمـسـاء )) الثلاثاء مارس 18, 2008 3:02 pm | |
| السحب تركض في الفضاء الرحب ركض الخائفين والشــــمس تبدو خلفها صفــراء عاصبــــة الجبين والبحر ســــاج صامت فيه خشــــــوع الزاهـــدين لكــنما عــيناك بـــــاهــتتان في الافــــق الـــبعيد سلمى ! بماذاتفكرين؟ سلمى ! بماذا تحلمين؟
أرايت أحــــلام الطفــــولة تختفي خلف التخــوم؟ أم أبصرت عيناك أشــــباح الكهولة في الغيـــوم؟ أم خفت أن يأتي الدجى الجاني ولا تاتي النجوم؟ أنا لا أرى ما تلـــــمحين من المشــــاهد... إنـــما أظلالها في ناظريك تنم يا سلمى عليك
إني أراك كســــــائح في القفر ضل عن الطــريق يرجو صديقا في الفلاة وأين في القفر الصــــديق؟ يهوى الــبروق وضوءها ويــخاف تخدعــــه البروق بــل أنت أعظـــم حـــيرة من فارس تحت القـــتام لا يستطيع الانتصار ولا يطيق الانكسار
هذي الهواجـــس لم تكن مرســـومة في مقلتيك فلقد رأيتك في الضحى ورايـــــته في وجـــنتيك لكن وجدتك في المساء وضعت رأسك في يديك وجلست في عينيـك ألغاز وفي النفـــس اكتئاب مثل اكتئاب العاشقين سلمى! بماذا تفكرين؟
بالأرض كف هــوت عروش النور عن هضـــباتها؟ أم بالمروج الخضر ســــاد الصمت في جنباتها؟ أم بالعصـــافير التي تعـــدو في وكـــــــــناتها ؟ أم بالمسا ؟ إن المـــسا يخفي المدائن كالقرى والكوخ كالقصر المكين والشوك مثل الياسمين
لا فرق عـــند الليل بين النــــــهر والمســـتنقع يخفي ابتـــسامات الطروب كاد مــع المتوجـــع إن الجمال يغيب مثـــل القبــح تحـــت الـــبرقع لكن لـــماذا تجـــزعين على النـــهار ؟ وللدجى أحلامه ورغائبه وسماؤه وكواكبه؟
إن كان قد ســــتر البلاد ســهولها ووعــــــورها لم يســـلب الزهــر الأريج ولا المــياه خريـــرها كلا , ولا منع النـــــسائم في الفضاء مســـيرها ما زال في الورق الخفيف وفي الصبا أنفاســها والعندليب صداحه لا ظفره وجناحه
فاصغي إلى صوت الجداول جاريات في السفوح واستنـــشقي الأزهار في الجنات ما دامت تفوح وتمتعي بالشــهب في الأفــــلاك ما دامت تلوح من قبــل أن ياتــي زمــان كالضــباب أو الدخــان لا تبصرين به الغدير ولا يلذ لك الخرير
لتكــــن حياتــــك كلــها أمـــلا جميـــــلا طيبــــا ولتمـــلأ الأحلام نفســـك في الكهولة والصــــبا مثل الكواكب في الســـماء وكالأزاهير في الربا ليكــــن بأمـــــر الحـــب قــلبك عالــما في ذاته أزهاره لا تذبل ونجومه لا تأفل
مات النهار ابن الصــــــباح فلا تقولي كيف مــات إن التامــــــل في الحـياة يزيـد أوجـــاع الحــياة فدعي الكآبة والأسى واســترجعي مرح الفتاة قد كان وجهك في الضحى مثل الضحى متهللا فيه البشاشة والبهاء ليكن كذلك في المساء
إيـــلــــيا أبـــــــو مــــاضــــي
| |
|